عدة الأساتذة

مواضيع علوم التربية

أخبار ومستجدات

22- أوَّل غَزوة لِلنَّبي صلى الله عليه وسلم (غَزوة الأبواء):




{صَفر، السَّنة الثَّانية للهجرة}


ثم شَرَع الله القِتال للمُؤمنين بَعد سِنين عانوا فيها كل أنواع الاضطهاد والتَّنكيل[1]؛ مِن حَبس وضَرب وجُوع وظَمَأ وتَشريد.. فجاء الإذن بالقِتال رَداً للعُدوان ودِفاعا عن العَقيدة ودَعوة إلى التَّحرر مِن عِبادة الأوثان إلى عِبادة الله الواحد الدَيَّان.. وكانت أولى الآيات التي نَزَلت في شَأن القِتال؛ قوله عَزَّ وجل: {أُذِنَ للذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌۚ {37} الذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أن يَّقُولُواْ رَبُّنَا اللهُۚ وَلَوْلاَ دِفَاعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيراًۚ وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَّنْصُرُهُۚ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌۚ{38} الذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ وَأَمَرُواْ بالمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ المُنْكَرِۚ وَلِلهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِۚ {39}} [الحج: 37-39]؛ فكانت أوَّلُ غَزَوة[2] للنبي صلى الله عليه وسلم وعُمره ثَلاث وخَمسون سنة؛ وذلك في صَفَر مِن السَّنة الثانية للهجرة، وكانت ضِدَّ قُريش وبَني ضَمرَة[3]. وقد استَخلفَ[4] رسول الله على المَدينة سَعد بن عُبادة، وكانَ يَحمِل لِواءَهُ[5] عَمُّه حَمزة بن عَبد المُّطلب. فلمَّا بَلغ عليه الصلاة والسلام وَدَّان[6]، وادَعَته بَنو ضَمرَة، فَرَجَع الحبيب إلى المَدينة دُون قِتال.. ثم بَعثَ أول سَريَّة[7] يَقودها عُبيدة بن الحارث إلى رَابغ[8]، في سِتِّين أو ثَمانين راكبا مِن المُهاجرين، ولَيس فيهم مِن الأنصار أحد[9]. وهي أَوَّلُ راية عَقدها رسول الله[10]. فسارَ بهم عُبيدة حتى بَلغ مَوضِعا بالحِجاز[11]، فلقي به جَمعاً عَظيما مِن قُريش، ولم يَقع بَينهم قِتال، إلا أن سَعد بن أبي وَقاص رَمَى يَومئذ بِسَهم، فكان أولَ سَهمٍ رُمِيَ به في الإسلام.
السابق    التالي
http://youjal.blogspot.com/2016/04/sira1.htmlhttp://youjal.blogspot.com/2016/04/sira3.html

[1] _التنكيل: العِقاب والتعذيب.
[2] _الغَزْوُ: السيرُ إِلى قِتالِ العَدُو، والجَمع غَزوات، وغَزو العَدو إنما يَكون في بِلاده.
[3] _بنو ضَمرة: قبيلة عربية.
[4] _استخلف فلانًا: جَعله خليفته.
[5] _اللِّوَاءُ: العَلَم ، والجَمع: أَلْويَةٌ.
[6] _وَدَّان: قرية فيها ديار بَني ضَمرة، بين مكة والمدينة، قريبة من الأبواء.
 [7]_السَّرِيّة: قِطعة مِن الجيش، والجَمع : سَرايا. وهي كل مُناوشة أو مَعركة حَصلت بَين المُسلمين والمُشركين ولم يَكن النبي صلى الله عليه وسلم حاضراً فيها.
[8] _مَدينة قديمة تقع على ساحل البحر الأحمر في إقليم تهامة، وهي الآن إحدى مُحافظات مِنطقة مكة المكرمة. 
[9] _قد يَكون السبب في عدم إرسال الأنصار؛ الرغبة في الإقتصاص مِن قريش الذين أخرجوا المهاجرين مِن دِيارهم وآذَوهم واستَولوا على أموالهم.
[10] _اختُلُف في سَرية عبيدة بن الحارث إلى رَابغ؛ هل هي الأولى، أم سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سِيفِ البحر )ساحل البحر(. فابن إسحاق قال بأنها الأولى، أما ابن كثير فيقول: "وقد حَكى مُوسى بن عقبة عن الزهري أن بَعث حَمزة قبل عبيدة بن الحارث، ونصَّ على أن بَعث حَمزة كان قبل غزوة الأبواء. فلمَّا قفل عليه السلام مِن الأبواء بَعث عبيدة بن الحرث في ستين مِن المهاجرين (...). وقد تقدم عن الواقدي أنه قال: كانت سَرية حمزة في رمضان مِن السنة الأولى، وبَعدها سرية عبيدة في شوال منها والله أعلم. (البداية والنهاية: 3-4/240).
[11] _الحِجاز: هي المِنطقة الغربية مِن شِبه الجَزيرة العَربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـموقع دروس تربوية