وفي شَهر مُحرم
مِن السنة الثالثة للهجرة غَزا عليه الصلاة والسلام غَطفان، بَعد
أن بَلغه أن بَني ثعلبة و مُحارب[1] قد تجَمَّعوا
للهُجوم على المَدينة؛ فأراد أن يَكسر شَوكتهم ويُغِلَّ أيدَيَهُم.. واستعمل على
المَدينة عُثمان بن عَفان. فلمّا سَمِعَ الأعداء
بخُروج المسلمين؛ هَربوا إلى رُؤوس الجِبال.. ولم يَزل المُسلمون سائرين نَحوهم
حتى وَصلوا مَوضعا يُسمى ذو أمر فعَسكروا به ولم يَجدوا أحداً.. وتُسمى هذه
الغَزوة أيضا بغزوة غَطفان. ثم رَجع عليه الصلاة والسلام إلى المَدينة.. ولمَّا
بَلغه أن بَني سليم تَهُمُّ بالإغارة مُجدداً على المُسلمين؛ خَرَج إليهم وذلك في شَهر ربيع الأول،
مُستخلفا عَلى المدينة ابن أم مكتوم، حَتى إذا بَلَغَ مَوضعا يُقال له بُحْرَان،
وهو مَوضع بين الفُرُع[2] والمَدينة؛
أقام به ما شاء الله[3]،
ولم يَلق أحدا؛ إذ تَفرَّق الأعداء في الجِبال، فعاد إلى المَدينة دون قِتال.. وفي
هذه السنة –
الثالثة للهجرة
– قُتِلَ كعب بن الأشرف
على أيدي رِجالٍ مِن الأوس؛ وكان مِن أشد اليَهود حَنَقاً على المُسلمين.. وأكثرهم
إيذاءاً لرسول الله صلى
الله عليه وسلم..
السابق التالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق