عدة الأساتذة

مواضيع علوم التربية

أخبار ومستجدات

33- غَزوة بَني قُريظة:




{شوّال، السَّنة 5 للهجرة}


ولمَّا أصبَح رسول الله انصَرَفَ عَن الخَندَق راجِعاً إلى المَدينة، وَوَضَع المُسلمون السِّلاح.. فأتَاه جِبريل عليه السلام لِيُخبره أن المَلائكة لم تَضع السِّلاح بَعد، وأنَّ الله يَأمُره بالمَسير إلى بَني قُريظة؛ عِقاباً لهم على نَقضهم العَهد مَعَ رسول الله، فأمَرَ عليه الصلاة والسلام مُؤذنا فأذَّن في الناس: «مَنْ كان سَامِعاً مُطِيعاً فلا يُصَلِّيَنَّ العَصْرَ إلا بِبَنِي قُرَيْظَةَ»[1]. واستخلف على المَدينة عبد الله بن أم مكتوم، وكان يَحمل لواءَهُ عَلي بن أبي طالب. وعِندَ بُلوغهم بَني قريظة حاصَرَ رسول الله وأصحابه اليَهود خَمساً وعِشرين لَيلة حتى أعيَوهم بالحِصَار، وقَذَف الله في قُلوبِهم الرُّعب.. و كان حُيي بن أخطب مع بَني قُريظة في حِصنهم وَفَاءاً بالعَهد الذي أعطاه لكَعب بن أسد. وكانوا قد أبَوا الدُّخول في الإسلام؛ فأوْكَلَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم لِسَعد بن مُعاذ وهو مُصاب بأن يَحكُم فِيهم، فحَكَم بأن يُقتل المُقاتلة مِن الرِّجال[2]، وتُقسَّم الأموال، وتُسبَى الذَرَاري والنّساء[3].. فضُربت أعناقهم، إلا الغِلمان والنِّساء، عَدَا امرأة طَرَحت الرَّحى على الصَحابي خَلاَّد بن سُويد فمَات[4]. ثم قسَّم رسول الله أموال بَني قريظة ونِساءهم على المُسلمين. فلمَّا انقَضَى شَأن بَني قريظة؛ استشهد سَعد بن معاذ مُتَأثرا بجُرحه الذي أصِيبَ به، وقد اهتزَّ عَرش الرَّحمان لِمَوته. وفي هذه السّنة الخامسة للهجرة  تَزوّج النبي صلى الله عليه وسلم بزَينب بنت جَحش  رضي الله عنها وفُرِضَ حَجُّ البَيت لِمَن استطاع إليه سَبيلا[5].. وقد قُتِلَ في هذه السنة أبو رافع سلام بن أبي الحقيق على يَدِ رِجالٍ مِن الخَزرج؛ وكان مِن مُجرمي اليَهود الذين حَزَّبُوا الأحزاب ضِدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السابق    التالي
http://youjal.blogspot.com/2016/04/sira1.htmlhttp://youjal.blogspot.com/2016/04/sira3.html

[1] _(ابن هشام: 3/252).
 [2]_مَعنى المُقاتِلَة؛ يَحتمل مَن يَقدر على القِتال، ويَحتمل مَن قاتل فِعلا، ويَحتمل أن يَكون الآمرون به.
[3] _السَّبي: الأسرى مِن النِّساء و الأطفال في الحَرب، والسَّبي لا يكون إلا للمُحاربين ومَن مَعهم في دار الحرب مِن النساء والأطفال، أما غير المُحاربين مِن غير المُسلمين، فلا سَبي عليهم. فإذا قاتل المُسلمون الكفار فسبوا نِساءهم جاز لهم إطلاق سَراحهن، أو الفِداء، أو الإسترقاق. وفي حالة الإسترقاق تُسمى النساء سَراري جَمع سُّرية و تدخل في ما ملكت اليَمين تحت شروط مُحددة:
          - أن تكون مِلكا لشَخص واحد فقط.
          - إذا كان مَعها زوجها فلا تَدخل إطلاقا في مِلك اليَمين.
          - ألا تفرق عَن وَلدها.
          - حُسن المعاملة و الرِّفق و إطعامها و كِسوتها و عَدم تكليفها مِن الأعمال ما لا تطيقه مع الحثِّ على العِتق.
          - إذا كانت حاملا فيُنتظر حَتَّى تَضَع حملها.
[4] _صَحابي جَليل مِن الأنصار.
[5] _(نور اليقين: 164). وهناك خِلاف في الوَقت الذي فُرض فيه الحج؛ فالبَعض مِن العلماء يَقول بأن الحج فُرض في السنة التاسعة مِن الهجرة والبعض الآخر يُرجح السنة الثامنة )والله تعالى أعلم بالصواب(.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـموقع دروس تربوية