{شَعبان،
السَّنة 6 للهجرة}[1]
ثم كانت غَزوة بني المُصطلق[2]؛
وذلك في شَعبان مَن السَّنة الخامسة للهجرة، وقد استَخلف عليه الصلاة والسلام على
المَدينة أبا ذَرٍّ الغِفَارِي[3]، وكان السّبب فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم بَلغه أن الحارث بن أبي ضِرار
–سَيّد بني المُصطلق – يَجمع الجُموع لحَربه؛ فخَرج له.. وبَعد أن وَصل المُسلمون إلى أرضهم
باغتوهم بمَوضع يُقال له المُرَيْسِيعُ[4]؛
فعَرَض عَليهم النبي صلى
الله عليه وسلم الإسلام فأبَوا؛ فقَتل المُسلمون مَن قَتلوا مِنهم، ونَفل عليه الصلاة والسلام[5]
أبناءهم ونِساءهم وأموالهم.. وكان في نِساء المُشركين بنت الحارث
سَيّد القوم، وقد أخَذَ النبي صلى
الله عليه وسلم مِن قَومها مِئتا بَيتٍ أسرَى وُزّعَت على المُسلمين، وأراد أن يَجعلهم
يَمُنُّوا على النِّساء بالحُرية مِن تِلقاء أنفسهم؛ فتَزوج بُريرة بنت الحارث
بعد أن أعتقها وخَطَبها مِن أبيها[6]؛
فقال المُسلمون: أصهار رَسول الله لا يَنبغي أسرُهم في أيدينا؛ فمَنُّوا عليهم
بالعِتق.. وبسَبب هذا الكرَم العَظيم مِن المُسلمين وهذه المُعاملة الطيبة؛ أسلم
بنو المُصطلق عن بَكرة أبيهم.
السابق التالي
[1]
_ذكر ابن هشام قول أبو
عمرو المدني: ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بني النضير بني المصطلق )ابن هشام:
.(3/213-214 غير أن ابن إسحاق جَعَل غزوة بني المصطلق بعد غزوة الغابة؛ أي في السنة السادسة
للهجرة كما اعتمدنا في هذا الكتاب.
[2] _مِن القَبائل العربية التي اختلف
فيها عُلماء الأنساب، وكانت مَنازلهم بقرب الأبواء وفي عسفان وفي أماكن أخر قريبة
مِن مكة.
[4] _ماء لبني خزاعة يَقع
في واد قديد، شمال مَكة. وتسمى هذه الغزوة أيضا بغزوة المُريسيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق