عدة الأساتذة

مواضيع علوم التربية

أخبار ومستجدات

38- غَزوتا: خَيبر - عُمرة القَضاء:




{السَّنة 7 للهجرة}


وفي شَهر مُحرم مِن السنة السابعة للهجرة خَرج الحبيب صلى الله عليه وسلم غازيا خَيبر[1]، واستعمل على المدينة نُميلة بن عَبد الله الليثي، وكان يَحمل لِواءه علي بن أبي طالب. فلمَّا وَصل خَيبر افتَتَح حُصونها حِصناً حِصناً[2]. وأصاب أصحابه مَغانم كَثيرة، وسَبايا مِنهن: صَفية بنت حُيي بن أخطب؛ وقد تَزوجَها عليه الصلاة والسلام. وفي هذه الغَزوة نهَى عن أكل لُحوم الحُمُر الأهلية[3]، وعن إتيانِ الحَبالى مِن السَّبايا، وعَن أكل كل ذِي ناب مِن السِّباع[4]، وعن بَيع المَغانم حتى تُقسم.. فلما فُتحت خَيبر بأكمَلها أهدَت زَينب بنت الحارث امرأة سلام بن مِشكم؛ وهما مِن اليَهود  شاةً مَشوية لِرسول الله وقد سَألت: أي عُضو مِن الشاة أحبُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فَقِيل لها: الذِّراع. فأكثرت فيها مِن السَّمِّ ثم سَمَّت سَائِرَ الشاة. فلمَّا وَضعتها بين يَدي رسول الله؛ تَناول الذراع فلاكَ منها مَضغة فلم يُسغها، وكان مَعه بِشر بن البَراء بن مَعرور قد أخذَ مِنها كما أخَذَ رسول الله، فأما بِشر فأساغها، وأما رسول الله فلفظها[5] ثم قال: «إِنَّ هَذَا العَظْمَ لَيُخْبِرُنِي أَنَّهُ مَسْمُومٌ»[6]. ثم دَعا بالمَرأة فاعترفت؛ فقال لها: «مَا حَمَلَكِ عَلى ذَلِكَ»؟[7] فقالت: بَلغتَ مِن قَومي ما لم يَخف عَليك، فقُلت إن كان مَلِكاً استرحت مِنه، وإن كان نَبيا فسَيُخبر. فتَجاوز عنها رسول الله ومات بِشر مِن أكلته التي أكَل.. ثم رَجع عليه الصلاة والسلام إلى المَدينة[8].. وفي هذه السنة أسلمَ ثَلاثة من شُجعان مكة، وهم؛ خَالد بن الوَليد وعُمرو بن العاص وعُثمان بن طَلحة؛ وكانوا فُرسانا أشِدَّاء وقادة جُيوش مُحَنَّكين[9].. وفي شَهر ذي القعدة خَرج رسول الله مُعتمرا عُمرة القضاء[10]؛ تَنفيذاً لبُنود صُلح الحُديبية، واستخلف على المَدينة عُوَيف بن الأضْبَط الدِّيلي. فأقام بمَكة ثَلاثة أيام، ثم انصرف إلى المدينة، وقد تَزوج بَعد هذه الغَزوة بمَيمونة بنت الحارث، وبَنَى بها في الطَّريق، وهي آخرُ زَوجاته صَلوات ربي وسلامه عليه.
السابق    التالي
http://youjal.blogspot.com/2016/04/sira1.htmlhttp://youjal.blogspot.com/2016/04/sira3.html



[1] _واحة في الشمال الشَرقي للمدينة المنورة بها مجموعة حُصُون يَسكنها اليهود.
[2] _كانت خيبر منقسمة إلى شطرين؛ شطر فيه خمسة حُصون:
-          حصن ناعم.
-          حصن الصعب بن معاذ.
-          حصن قلعة الزبير.
-          حصن أبي.
-          حصن النزار.
والحصون الثلاثة الأولى تقع في منطقة يُقال لها )النطاة(. وأما الحِصنان الآخران فيَقعان في مِنطقة تُسمى بالشق. أما الشطر الثاني؛ ويُعرف بالكتيبة، ففيه ثلاثة حُصون فقط:
-          حصن القموص )كان حِصن أبي الحقيق مِن بني النضير(.
-          حصن الوطيح.
-          حصن السلالم.
[3] _الحُمر: الحُمر جَمع ومُفرده حِمار، وهي نَوعان: أهلية، ووَحشية؛ الأهلية هي الإنسية المستأنسة التي تَعيش بين الناس وتَحمل أثقالهم، أما ‏الوحشية فهي التي تَعيش في البراري والصَحاري، وليست مَملوكة لأحد، وليس لها أهل ‏ترجع إليهم.‏
[4] _كالأسد والنمر والفَهد والذئب.
[5] _أي: طَرحها ورَماها.
[6] _(ابن هشام: 3/390).
[7] _(ابن هشام: 3/390).
[8] _رَجَع عَقِب غزوة خيبر جَعفر بن أبي طالب ومعه الأشعريون أبو موسى وأصحابه مِن بلاد الحَبشة مَع بَقية المُهاجرين إليها مِن المُسلمين؛ فَفرِحَ الرسول صلى الله عليه وسَلم بقُدومِهم.
[9] _المَشهور أن إسلام خالد بن الوليد ورَفيقيه كان في السنة الثامنة للهجرة وبالذات في شهر صفر. غير أن الشيخ محمد الخضري  رحمه الله ذكر في كتابه؛ أن إسلام هؤلاء الثلاثة كان في السنة السابعة بعد فتح وادي القرى )نور اليقين: (194.
[10] _ويُقال لها: عُمرة القَصاص )ابن هشام: (3/424. وقد ذَكر ابن كثير قول الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا داود   يعني العطار عن عمرو عن عكرمة، عن ابن عباس قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر؛ عُمرة الحُديبية، وعُمرة القضاء، والثالثة مِن الجِعرانة، والرابعة التي مَعَ حَجته )البداية والنهاية: (4/743.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـموقع دروس تربوية