{السَّنة 10 للهجرة}
وفي السَّنة العاشرة للهجرة والتي قَبلها – أي
التاسعة؛ وكانت تُسَمَّى عام الوُفُود – قَدِمَت على رَسول
الله وُفُودٌ كثيرة مِن العَرَب يُبايعونه على الإسلام؛ وبذلك انتَشَرَ
الإسلام في كل أنحاء الجَزيرة العَربية.. ومِن هذه الوُفود وَفد بَني حنيفة؛ وهم
الذين رَدُّوا الرَّد القبيح حينما كان رسول الله يَعرض نَفسه على القبائل، فأتَوا بعد سَنوات
قَليلة مُسلمين مُنقادين، وقد أكرَمَهم رسول الله واستَقبلهم أحسن استقبال.. ومِن الوُفود
أيضا وَفد كِندة وقد أسلموا، ووفد نَجران؛ وهم نَصارى أبَوا الدخول
في الإسلام لكنهم رَضوا بإعطاء الجِزية، وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: أرسل مَعنا أمِيناً؛ فأرسَل لهم أبا
عبيدة عامر بن الجَرَّاح؛ فهو أمِينُ هذه الأمة.. ومِن الوُفود ضِمامُ بن ثَعلبة؛ وهو رَجل مِن الأعراب أسلم وتَرَكَ عِبادة
الأوثان، ودَعَى قَومه إلى الإسلام فأسلموا. ومِن الوُفود وَفد غسان ووفد
بَني عَبس ووَفد النَّخْعِ – من
اليَمن [1]–؛ وقد أسلموا جَميعا.. وكان صَلوات ربي وسلامه عليه يُقابل هذه
الوُفود بوَجه بَشوش وبأخلاق كريمة.. وكان إلى جانب ذلك يُجيزهم بما يُرضيهم[2]،
ويُعلمهم الدّين ليُعَلِّمُوا قَومهم إذا رَجعوا إليهم.
السابق التالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق