بسم الله الرحمن
الرّحيم، والحَمد لله رَبّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سَيّدِنا مُحمد وعَلى
آله وصَحبه أجمَعين. أمَّا بَعد؛ فقد رَوَى الإمام البُخاري (في كِتاب الإيمان)، مِن
صَحيحِه عَن أَنسِ بن مالك – رَضي الله عنه – عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَوله:
«لا يُؤمن أَحَدكُم حَتَّى أكُونَ أحَبَّ إليه مِن وَالده وَوَلده والنَّاسِ أجْمَعِين».
والحق أن مَحبة المُصطفى صلى الله عليه وسلم إلى جانب أنها مَحبة عاطِفية تُغذي القُلوب وتَطَمَئن بها النُّفوس؛
هي أيضا عَملٌ قلبي تَظهر أثارُه الحَميدة ودَلائله النَّيرة في سُلوك الإنسان وأفعاله..
ولن نَبلغ هذا التَّطبيق النُوراني في حَياتنا إلا بمَعرفته صلى الله عليه وسلم، ولَن
تَتَأتى لنا مَعرفتُه إلا بمَعرفة سِيرته؛ فهي بحَق المَنارة الشامخة التي تُوجه المسلم
نحو منهج الحياة القويم، وتَزيد من حُبه لسَيِّد الأولين والآخرين، فَضلا عن أنها مَعين
عَذب لِفَهم كتاب الله تعالى وفَهم سُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم.. ولمَّا كانت السِّيرة
النَّبوية بهذه الدَّرجة مِن الأهمية، وجُزء مِن دِين الله تعالى، وعِبادَة يُتَقَرَّبُ
بها إليه؛ أدلَيت بهذا الكِتاب الذي يَعرض بإيجاز المَحطات الكُبرى في حَياته صلى الله
عليه وسلم بطَريقة مُبَسَّطة، وقد اعتمدت فيه بالأساس على كِتاب "سِيرة النَّبي
صلى الله عليه وسلم" لأبي مُحمد عبد المَلك بن هِشام (213 أو 218 هـ)؛ الذي لَقِيَ
مِن نَبَاهَة الذّكر وعُلوِّ الشَأن ما لَم يَلقه كِتاب آخَر؛ إذ رَواه كاتبه عن العالم
الجهْبِذ محمد ابن إسحاق (151 هـ)؛ فزَاد فيه أشياء ونَقص مِنه واستَدرك أشياء أخر..
وحَسبنا قول الإمام الشافعي (204 هـ): مَن أراد أن يَتبحر في المَغازي فهو عيال
على ابن إسحاق.
كما تجدر الإشارة إلى
أنني لم أتناول في سَردي كل الأحداث في حَياته صلى الله عليه وسلم، بل فقط الأحداث
الكُبرى التي كان مُشاركا فيها. ورُبَّ سائل يَتساءل عن سبب سُلوكي هذا النهج المُبسَّط؛ فأني سأجيب بأن أهم دافع حَذا بي لذلك هو رَغبتي في تعرف الناشئة المسلمة
على حياة نَبي الرحمة دُون مَشقة أو تَكليف، مع التمكن من حِفظ التواريخ وأسماء الصَّحابة
والأماكن في يُسر وسهولة.
والله الموفق وبه أستعين
يونس جَلالي
والله الموفق وبه أستعين
يونس جَلالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق