{ما بين السَّنة 13 و السنة 10 قبل الهجرة}
ثم تَأخر نُزُول الوَحي[1]
فَترة مِن الزّمن حتى شَقَّ ذلك على رسول الله وأحزَنه، فَجاءَه
جبريل عليه السلام بسُورة الضُّحَى؛ وفِيها يُقسم الله تَعالى أنَّه
ما وَدَّعه وما قَلى[2].
فاطمأن الحَبيب لذلك.. وكان أوّل مَن آمَن
بالله وبرَسوله خَديجة بنت خُويلد؛ صَدَّقت بما جاءَهُ وسَانَدته، وكانت نِعم الزَّوجة؛
تُعينه على احتمال الشَدائد، وتَشد عَضُده، وتَدفع مِن عَطفها وحَنانها لِمُواساته..
ثم فُرِضَت الصَّلاة[3]، وأتاه
جِبريل يُعلِّمُه الوُضوء والصَّلاة، فعَلّم لخَديجة ما عَلّمه
جبريل.. ثم آمَنَ بعدها عَليٌّ بن أبي طالب وهو ابن عَشر سِنين[4]؛
فكان أوَّل ذَكرٍ مِن الناس آمَنَ بالله وبرسوله وصَدَّق بما جاءَه.. ومِن بَعده أسلم زَيد بن حارثة مَولى رسول الله[5]، ثم أسلَم أبو بَكر ابنُ أبي قُحَافَةَ فكان أوّل رَجل حُر أسلَم –
وكان رَجلا مُحَبَّباً في قَومه، ذا تِجارة ومُروءة– فأظهر إسلامه ودَعا إلى الله و إلى رَسوله؛ فأسلم بدُعائه: عُثمان
بن عَفَّان، والزُّبير بن العَوَّام، وعَبدُ الرَّحمان بن عَوف،
وسَعد بن أبي وَقاص، وطَلحَة بن عُبيد الله؛ فكان هؤلاء النَّفر[6]
الثمانية الذين سَبَقوا النَّاس بالإسلام. ثم أسلم بَعدهم أبو عُبيدة بن الجَرَّاح[7]، وآخرين[8].. ثم
دَخَل الناس في الإسلام؛ مِنهم الرِّجال والنِّساء حتى شاع ذِكر الإسلام بِمَكة.. وبَعد ثلاث سَنوات كانت
الدَّعوة فيها سِرِّية؛ أمَرَ الله تعالى نَبيه بأن يَصدع بالحَق ويَجْهُر
بالدَّعوة.. وكان أول شيء فَعله الحبيب بعد أمرِ الله تعالى أن دَعَى الأقربين مِن بني هاشم وبني المطلب؛
فعَرَضَ عليهم الإسلام.. ثم قام يوماً على جَبل الصفا فدَعَا الناس فاجتمع إليه بُطون
قريش؛ فدَعاهم إلى التوحيد والإيمان برِسالته وباليوم الآخر.. ولم يَزل عليه
الصلاة والسلام يَصدع بالحق ويَجهر برسالة الإسلام حتى قامت قريش في غَضب واستنكار
تُدافع عن عاداتها وتَذُوذ عن أصنامها؛ إذ لم يَرُّدَ عَليه قومُه حَتَّى ذَكر
آلهتهم وعَابَها؛ حِينها أجمَعوا على خِلافِه وعَداوته.. وكان عَمُّه أبو طالب – أحَدَ سادة قُريش في المَكانة
والوَجاهة– يَعطِفُ عليه ويَمنعُه مِن أذَى المُشركين، بالرُّغم مِن عَدم إسلامه ومِن
إنكار القَوم ذلك عليه.. وقد أتاه ذات يوم سادة قُريش فقالوا له: يا أبا طالب إنَّ
ابن أخيك قد سَبَّ آلهتنا، وعابَ دِينَنا، وسَفَّه أحلامنا[9]، وضَلَّل
آباءنا فإمّا أن تكُفَّه عَنا، وإما أن تُخلِّي بَيننا وبَينه، فإنَّكَ على مِثل
ما نَحن عليه مِن خِلافه فنَكفيكه. فقال لَهم قَولا رَفيقاً ورَدّهم رَداً جَميلا..
ومَضَى رسول الله على ما هو عَليه، يُظهر دِين الله ويَدعو
إليه.. وكان المُشركون عندما يَسمعون القرآن يَعجبون لرَوعته وبَيانه وحُسن ديباجه؛
وكانوا في قَرارة أنفسهم يَعلمون أنه لا يَدعو إلا لِخَير، ولا يَنهى إلا على شَر،
غَير أنهم كانوا مُصِرِّين على كُفرهم وتعَنُّتهم[10]..
ولَمَّا اقترب مَوسم الحَج وعَلموا أن وُفود العَرب سَتَقدم إليهم؛ خافوا أن
يَتَّبع الناس هذا الدِين؛ فأجمعوا أن يَقولوا في رسول الله قولاً واحدا ولا
يَختلفوا فيه كَي لا تُكَذِّبهم العَرب؛ وكان الوَليد بن المُغيرة مَن
اقترح عليهم ذلك ودَعاهم إليه. فقالوا
له: نَقول كاهن. قال الوليد: لا والله ما هو بكاهن، لقد رَأينا الكُهان،
فما هُو بزمزمة الكاهن[11] ولا سَجعه.
قالوا: فنَقول: مَجنون. قال: ما هو بمَجنون، لقد رَأينا الجُنون وعَرفناه، ما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وَسوسته[12]. قالوا:
فنَقول: شاعر. قال: ما هو بشاعر، لقد عَرفنا الشِّعر كُله رَجزه وهَزجه وقَريضه ومَقبوضه
ومَبسوطه، فما هو بالشعر. قالوا: فنَقول: ساحر. قال: ما هو بساحر. لقد رأينا
السُّحار وسِحرهم، فما هو بنَفثهم ولا عُقَدِهم. قالوا: فما نَقول؟ قال: والله إن
لِقَوله لحَلاوة، وإن أصله لعذق[13]، وإن فَرعه لجَناة[14]،
وما أنتم قائلين مِن هذا شيئا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القَول فيه لأن تَقولوا:
ساحر جاءَ بقول هو سِحر يُفَرِّق بَين المَرء وأبيه وبَين المَرء وأخيه، وبَين المَرء
وزَوجته، وبَين المَرء وعَشيرته.. فتَفرق القوم بذلك وقالوا به.. وكانوا لا يَتركون
سَبيلا لمُجابهة الدّعوة إلا انتهَجُوه،
ولا وَسيلة إلا عَملوا بها؛ مِن سُخرية واستهزاء و تَحقير وافتراء.. أما
رسول الله فكان لا يَنقص ذلك
مِن عَزيمته شيئا.. وكان
يَجتمع في كل مَرَّة بأصحابه خُفية في دار الأرقَم بن أبي الأرقم[15]؛ يُعلمهم أُسُسَ الدِّين و
يَقرؤون عليه ما يُنَزِّل الله تعالى مِن القرآن الكريم.. وكان المُسلمون إذا
أرادوا الصَّلاة؛ ذَهبوا في الشِّعاب[16]، واستَخفوا بصَلاتِهم[17]؛ فبَينا سَعد بن أبي وَقاص
في نَفرٍ مِن أصحاب رسول الله في شِعب مِن شِعاب مَكة
إذ ظَهر عَليهم نَفرٌ مِن المُشركين، وهُم يُصَلّون، فعابُوا عَليهم ما يَصنعون، حتى
قاتلوهم؛ فضَرب سَعد بن أبي وَقاص رَجُلاً مِن المُشركين بعَظم بَعير فجَرَحه؛
فكان أول دَمٍ أرِيق في الإسلام.. ثم أتَى المشركون أبا طالب مَرة أخرى بتَهديد
صَريح؛ إن لم يَنه ابن أخيه عن دَعوته ليَكونن بَينه وبَينهم حَرب حتى يَهلك أحدُ
الفَريقَين؛ فعَظم عَلَى أبي طالب فِراق قَومِه وعَدَاوتهم، ولم يَطِبْ
نَفْساً بِخِذلان رسول الله[18]؛ فبَعَث إليه وقال له: يا ابن أخي، إنَّ قَومك قد جاؤوني،
فقالوا لي كَذا وكَذا، فابْقِ عَلَيَّ وعلى نَفسك، ولا تُحَمِّلْنِي مِن الأمرِ ما
لا أطِيق. فظَنَّ رسول الله أن عَمه خاذِله،
وأنه ضَعُف عَن نُصرته، فقال: «يا عَمِّ واللهِ لَوْ
وَضَعُوا الشَّمس في يَمِيني والقَمَرَ فِي يَسَاري عَلَى أَنْ أتْرُكَ هَذَا الأَمرَ
–حَتَّى يُظهِرَهُ
الله أوْ أهلَكَ فِيه– ما تَرَكْتُه»[19]. ثم بَكَى، وقام، فلمَّا وَلّى ناداه أبو طالب، فَلمّا أقبَلَ قال له: اذهب
يا ابن أخي فقُل ما أحبَبْت، فوالله لا أُسْلِمُكَ لشيء أبدا.. فلما عَلِمَت قريش
أن أبا طالب أبَى خِذلان رسول الله؛ ذَهبوا إليه مُجددا ومَعهم عمارة بن الوَليد بن المُغيرة
–وكان أجمَلَ فَتى في قريش وأنهَدَهُم– [20] ليَأخذه أبو طالب ويُسَلِّم إليهم رسول الله فيَقتلوه. فأبَى أبو طالب، وقال
لهم: هذا والله ما لا يَكون أبدا. فاشتد غَيض قريش وزاد حِقدهم.. وكان أكثرُ المُشركين حِقداً على رسول الله وأحرَصَهُم على قَتله؛ شَقي
اسمه عمرو بن هشام، هو أبو جهل؛ كان يُشير على أصحابه برَمي أحشاء الإبل على رسول الله وهو يُصلي؛ وقد أطاعه ذات مَرة عُقبَة بن أبي معيط؛ فألقَى تلك
الأقذار على رسول الله وهو ساجد؛ فلم يَقدر أحد مِن
المُسلمين على إلقائها لِضُعفهم عن مَقاومة عَدوهم، ولم يَزل صلوات ربي وسلامه
عليه حتى جاءت فاطمة بنته فأخذَت تِلك الأوساخ ورَمتها بَعيداً عنه.
فلمَّا قام دَعا على مَن فَعل ذلك[21]. بل إن عُقبة
بن معيط لَقيَ رسول الله ذات يَوم فوَضع ثَوبه
في عُنقه فخَنقه خَنقاً شديداً؛ فلمّا رَأى أبو بكر ذلك أقبل حَتى أخَذَ
بمنكبه ودَفعه عن النبي صلى
الله عليه وسلم وقال: أتَقتلون
رَجلاً أن يقول رَبي الله وقد جاءكم بالبَينات مِن رَبِّكم.. ولم يَقف أذَى قريش عند هذا الحَد، بل كان نَفرٌ مِنهم يُؤذونَه صلى الله عليه وسلم حَتى وهو في
بَيته؛ مِنهم: عَمُّه أبو لَهب –
وكانت زَوجته أمَّ
جَميل )حَمَّالة الحَطَب(
تُحاول إيذاء رسول الله مِراراً فيكفها الله عنه – والحَكم بن العاص بن أمية، وعَدِيّ بن حَمراء الثَقفي،
وابن الأصداء الهُذلي، إضافة إلى ذَلك الشَّقي المَدعُو؛ عُقبة بن أبي معيط. وكان
هَؤلاء الخَمسة جِيران رسول الله، ولم يُسلِم منهم لاحقا غَير واحد هو الحَكَم بن أبي
العاص. وكان أحَدُ هؤلاء يَطرح عليه أوساخ الشاة وهو يُصلي، أو في قِدر طَعامِه
إذا نُصِبَ لَه؛ حتى اتخذ رَسول الله حَجَراً يَستتر
به مِنهم إذا صَلى.. فكان إذا طَرحوا عَليه ذلك؛ يَخرج به على عُود، فيقِف به على
بَابه ثم يقول: «يا بَني عبد مَناف، أي
جِوار هذا؟»[22]. ثم يُلقيه في
الطَريق.. وإلى جانب هؤلاء كانت ثُلة مِن
المُستهزئين لا تَقِل شَراً عنهم، مِنهم؛ الأسودُ بن عَبد يَغُوث، والعاص
بن وائل بن هِشام والوَليد بن المُغيرة.. وكانوا يَستهزؤون برَسول الله
وأصحابه كلمّا مَرُّوا بهم.. وكانت قُريش مع ما تُذيقه لرسول الله مِن أذى واستهزاء؛ تَتربص بقَتله بين الفَينة والأخرى كُرهاً له ولما جاء
به مِن الحق، غير أن الله تعالى كان يَعصمه مِنهم كلما هَمُّوا بذلك.. فلما رَأى المُشركون
أن أصحاب رسول الله يَزيدون ولا يَنقصون، وأن حَمزة
بن عَبد المطلب –
وكان أعزَّ فتى في قريش، وأشَدَّهم شَكيمة – [23] قد أسلم فعَزّ[24]
رسول الله بذلك وامتنع؛ قال عُتبة بن رَبيعة –وكان ذا
رأي في قومه –: يا مَعشر
قريش ألا أقُوم إلى مُحمد فأكلمه وأعرضَ عَليه أمُوراً لَعله يَقبل بَعضها فنُعطيه
أيها شاء ويَكُفَّ عَنّا. فقالوا: بَلى يا أبا الوَليد، قم إليه فكَلمه
.فقام عُتبة فَذَهَب إلى
رسول الله فقال له:
يا ابن أخي، إنك مِنَّا حَيث قد عَلمت: مِن السِّطَةِ[25]
في العَشيرة والمَكان في النَّسب، وإنَّك قد أتيت قَومَك بأمرٍ عَظيم فرَّقتَ به جَماعتهم
وسَفَّهتَ به أحلامهم، وعِبْتَ به ألهَتهم ودِينهم، وكَفَّرتَ به مَن مَضى مِن أبائهم،
فاسمع مِني أعرض عليك أمُوراً تَنظر فيها لَعلك تَقبل منها بَعضها. فقال له رسول
الله: «قُل يا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعْ»[26]. فقال عُتبة: يا ابن أخي، إن كُنت تُريد بما جِئتَ
به مِن هذا الأمر مالاً جَمعنا لك
مِن أموالنا حتى تَكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تُريد به شَرفاً سَوَّدناك[27]
عَلينا حتى لا نَقطع أمراً دُونَك، وإن كنت تُريد به مُلكا مَلَّكناك عَلينا، وإن
كان هذا الذي يَأتيك رَئِيّاً تَراه لا تَستطيع رَدُّهُ عن نَفسِكَ طَلبنا لك الطبَّ
وبَذَلنا فيه أموالنا حَتى نُبْرِئك مِنه.. حتى إذا فَرغ عُتبة ورسول الله يَستمع منه قال: «أقَدْ فَرَغْتَ يَا أبَا الوَلِيد؟»[28]. قال: نَعم. قال رسول الله: «فاستَمِعْ مِنّي»[29]. ثم قَرَأَ عليه قوله تَعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ
الرَّحِيمِ، حَمِۚ تَنزِيلٌ مِنِ الرَّحْمَانِ
الرَّحِيمِ {1} كِتَابٌ فُصِّلَتَ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون
{2} بَشِيراً وَنَذِيراًۚ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ
فَهُمْ لا يَسْمَعُونۚ {3} وَقَالُواْ قُلُوبُنَا
فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا
وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَل إِنَّنَا عَامِلُونۚ {4}} [فصِّلت: 1-4]. ثم مَضَى رسول الله فيها يَقرَؤُها، وعُتبة
يَسمع منه، ثم انتهى إلى السَّجدة مِن السُّورة فَسَجَدَ، ثم قال: «قَدْ سَمِعْتَ يَا أبَا الوَلِيدِ مَا سَمِعْتَ،
فَأَنْتَ وَذَاكَ».[30]
فقام عُتبة إلى أصحابه، فقال بَعضهم لبَعض: نَحلِفُ بالله لقد جاءكم أبو
الوَليد بغَير الوَجه الذي ذَهب به.. فلما جَلس إليهم قالوا: ما وَراءك يا أبا
الوليد؟. قال: وَرائي أني سَمعت قولاً والله ما سَمعت مِثله قط، والله ما هو بالشِّعر،
ولا بالسِّحر، ولا بالكَهانة، يَا مَعشر قريش أطِيعوني، واجعلوها بي، وخَلوا بَين
هذا الرجل وبَين ما هو فيه، فاعتزِلُوه، فوالله ليَكونَنَّ لِقَوله الذي سَمِعت مِنه
نَبأٌ عَظيم: فإن تُصِبه العَرب فقد كُفِيتُمُوهُ بغَيركم، وإن يَظْهَرْ على
العَرب فمُلكه مُلككم وعِزُّه عِزُّكم، وكُنتم أسعد الناس به. فقالوا: سَحَرك
والله يا أبا الوَليد بِلسانه. قال: هذا رَأيي فيه، فاصنَعوا ما بَدالكم..
السابق التالي
[1]
_الوحي: إعلام الله رَسولاً مِن رُسله أو نَبياً
مِن أنبيائه ما يَشاء مِن كلام أو مَعنى. وها هي أقسام الوَحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
1- الرؤيا الصادقة،
وكانت مَبدأ وَحيه صلى الله عليه وسلم.
2- ما كان يُلقيه
المَلَك في رَوعه وقلبه مِن غير أن يَراه.
3-
كان المَلَك يتمثل له رجلا فيُخاطبه حتى يَعي
عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يَراه الصحابة أحيانا.
4- كان الوَحي يَأتيه
في مثل صَلصلة الجرس. وكان أشده عليه فيلتبس به الملك، حتى أن جبينه لَيَتفصد عَرقاً
في اليوم الشديد البرد، وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد
جاءه الوحي مرة كذلك وفخذه
على فخذ زيد بن ثابت،
فثقلت عليه حتى كادت ترضها.
5- كان صلى الله عليه
وسلم يَرى المَلَك في صُورته التي خلق عليها، فيُوحي إليه ما شاء الله أن يُوحيه.
6- ما أوحاه الله
إليه، وهو فوق السماوات ليلة المعراج؛ مِن فرض الصلاة وغيرها.
7- كلام الله له مِنه
إليه بلا واسطة مَلَك كما كلم الله موسى بن عمران.
[2] _(نور اليقين: 1-11).
يقول ابن إسحاق في شَرح قَوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىۚ}
[الضحى:3]. أي: ما صَرَمك فتَركك وما أبغضك منذ أحبك )ابن هشام:(260 .
[4] _كان مِمَّا أنعم
الله عَلى علِيٍ بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه كان في حِجر رَسول الله صلى الله عليه
وسلم حِينها: أي كان يتكفَّل الرسول صلى الله عليه وسلم بِتربيته ورِعايته.
[5] _المَولى: كلمة مُتعددة المَعاني، وهي مِن
الألفاظ المُشتركة التي تُعد مِن قبيل الألفاظ التي تطلق على المَعنى وضِده،
فالمولى تُطلق على السيد وتُطلق على العَبد، وإذا وَردت في أحاديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم عبارة: مَولى رسول الله؛ كأنس ابن مالك مثلاً، فإن
المقصود بها؛ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. واصطلاحا تم إطلاق كلمة
"المَوالي" ومُفردها "مَولى" على الخَدم الذين يَعملون عِند
المُسلمين العَرب، ويُفترض أن يَكون المَولى مُسلماً أو غير مُسلم، كما أن المَولى
الغير مُسلم أو المسلم يُعتبر حُراً إلا أنه يُفترض به أن يَكون مُوالياً مُطيعاً
لمَن كان سيده وأعتقه بعد الإسلام، لأن العَبد بعد إعتاقه في الغالب لا يكون لديه
مَكان يَلجأ إليه فيَطلب العَمل لدى سيده كمُساعد له ويطلق عليه "مَولى"
بَدلا مِن كلمة "خادم" لأنه ليس خادما بل مُساعد أو نصير. وقد قام
الكثير مِن العرب الذين دَخلوا في الإسلام إلى إعتاق العبيد الذين كانوا تحتهم،
ولكن إعتاق كل العبيد أحدث مُشكلتين، الأولى: افتقار العَرب لمَن يَخدمهم ويُعينهم،
والثانية: افتقار المَعتوقين لِمن يُعيلهم ويُسَكنهم، لهذا كان المَعتوقون يَطلبون
أن يشتغلوا كمَوالي عند المُسلمين، وهذا أدَّى إلى انتشار فِكرة المَوالي بين
المسلمين، والله تعالى أعلم بالصَواب.
[6] _النَّفَرُ : مِن ثلاثة إلى عَشرة من
الرِّجال.
[7] _بشَّر الرَّسول صلى
الله عليه وسلم أمَّنا خديجة
– رَضي الله عنها –
بالجَّنة، وسَيكون كُل هؤلاء الصَّحابة الذين أسلموا بَعدها والمَذكورين في
المَتن مِن العَشرة المُبَشرين بالجَنة، وهم مَعروفون باستثناء الصَّحابي
الجليل زيد بن حارثة رضي
الله عنه – الذي سَيُبَشر بِجَارية جَميلة في الجَنَّة؛ سألها رسول الله حين
أُعرِجَ به إلى السمَاء ليلَة الإسراء
والمِعراج: «لِمَن أنت؟»، فأجابت: "لزَيد بن حارثة"، كما ذَكر ابن إسحاق
في حَديث أبي سَعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك
في (ابن هشام: 2/14) – ومع هؤلاء المُبَشرين الثمانية سَيُبشَّر
الصَّحابي الجليل سعيد بن زيد – رَضي الله عنه – وهو أيضا مِن الأوائل في الإسلام، وقد أسلم قبل
أن يَدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ التي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجتمع فيها مع أوائل المُسلمين في مَكة في
بِداية الدَّعوة، وسَيكون ضِمن المُبشرين بالجَّنة أيضا عُمر بن الخطاب
– رضي الله عنه – الذي سَيُسلم لاحقا. إذن المُبشرون بالجَنَّة
مِن الرِّجال عَشرة؛ تم ذِكرهم باستثناء الصَّحابي الجليل زَيد بن حارثة،
وضِمن هؤلاء العَشرة نَجد الخُلفاء الراشدون كما هو مَعروف، والذين تَولَواْ
الخِلافة بَعدَ وَفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهُم
بالترتيب: أبو بكر الصديق، عُمر بن الخطاب، عَلي
بن أبي طالب، عُثمان بن عَفان.
[8] _ذكر بن هشام عن ابن
إسحاق أسماءهم (ابن هشام: 1/269). وكان أول مَن آمن مِن النساء؛ فاطمة بنت
الخطاب أخت عمر بن الخطاب وزوجة سعيد بن زيد العدوي
القرشي، وأم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية زوجة العباس
بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأم سلمة زَوجة
أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي )نور اليقين: 37-(38.
[10] _تعنَّت الشَّخصُ: تعَصَّب في رَأي أو مَوقف وكابرَ عنادًا.
[16] _ الشِعاب:
المَواضع الخَفية بين الجبال.
[17] _أي: خُفية عن قَومهم.
(ابن هشام: 1/274)_ [19]
.(2/25 :ابن هشام)_ [22]
.(313 :ابن هشام)_ [26]
.(314 :ابن هشام)_ [28]
.(314 :ابن هشام)_ [29]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق